من الأشياء العجيبة التي حدثنا عنها النبي الأعظم عليه وآله أفضل الصلاة والسلام، حديث يدلنا على تاريخ الصحراء في الجزيرة العربية، أو على أرض العرب إجمالاً، ويحدثنا عن شيء سوف يحدث بعد فترة من الزمن، يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً) .
طبعاً هذا الحديث لا يمكن أن يتصوره إنسان يعيش في القرن السابع الميلادي، أي في العصر الذي قيل فيه هذا الحديث، لأنه لا أحد يتخيل أن الصحراء ستنقلب إلى مروج وأنهار، ولو تخيل ذلك لا يستطيع أن يتخيل أن هذه الصحراء كانت فيما قبل مغطاة بالأنهار والبحيرات والنباتات والمروج. ولكن النبي عليه الصلاة والسلام وهو الذي لا ينطق عن الهوى حدثنا عن هذا الأمر، وهذه معجزة تشهد على صدقه، ولم تنكشف أمامنا إلا حديثاً جداً.
بعد استخدام تقنيات المسح عن بعد، وجد العلماء آثاراً لغابات كثيفة ومروج تمتد لآلاف الأمتار. ويقول العالم الذي أشرف على هذا الاكتشاف قال بالحرف الواحد: "إن هذه المنطقة كانت ذات يوم مغطاة بالأنهار والبحيرات العذبة والنباتات والمروج، وأن هذه المنطقة كانت في ذلك اليوم أي الماضي أشبه بأوربا اليوم" يعني كانت تماماً تشبه أوربا في أنهارها ومروجها وأشجارها.
يقول الدكتور McClure في أطروحته للدكتوراه عام 1984 في لندن: إن منطقة الربع الخالي تشكلت قبل حوالي مليوني سنة، ولكن هذه الصحراء لا تبقى على حالها بل تتبع نظاماً جيولوجياً مدهشاً. حيث نلاحظ أن الأنهار والغابات تغطي هذه المنطقة كل فترة من الزمن.
أرسلت وكالة ناسا ذلك القمر الصناعي التابع لهم، وبدأ بالتقاط الصور بالأشعة تحت الحمراء، وبالأشعة الراديوية وباستخدام كل التقنيات المتاحة لديهم، وبعد أن أخذوا الصور (هذه الصورة تظهر لنا ما تحويه الأرض على عمق عدة أمتار تحت الرمال وتغطي مساحة 8000 كيلو متر مربع من الربع الخالي) وعندما قاموا بعرض هذه الصور وجدوا أشياء عجيبة. فقد وجدوا أن هذه المنطقة فيها آثار كثيرة لأنهار قديمة (أنهار كانت تتدفق بغزارة). ووجدوا آثاراً لبحيرات أيضاً. وقد تم تلوين الأنهار باللون الأزرق في الصورة.
والعجيب أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يقل (حتى تأتي المروج والأنهار).. لا.. بل قال: (حتى تعود) لماذا؟ نستطيع أن نستنتج أنها كانت كذلك وستعود إلى ما كانت عليه، فأرض العرب كانت مروجاً وأنهاراً وستعود، وهذا ما يقوله العلماء بالحرف الواحد، وصوروه بأجهزتهم، ولذلك نحن اليوم أمام حقيقة يقينية لا يمكن لأحد أن ينكرها أو يشكك في صدقها. بل يقولون إن ما يميز صحراء الربع الخالي قبل عدة آلاف من السنين أنها كانت مغطاة بالأعشاب والمروج بشكل جذب الكثير من الحيوانات إليها.
لقد وجد الدكتور فاروق الباز مدير مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأمريكية، أن نهراً يمتد لمسافة طويلة دفنته رمال الصحراء في الربع الخالي، وهذا النهر كان موجوداً قبل ستة آلاف سنة ويبلغ عرضه 8 كيلو متر وطوله 800 كيلو متر، وكان يعبر قلب الجزيرة العربية.
هذا النهر كان ينبع من جبال الحجاز ويمتد ويتفرع إلى دلتا تغطي أجزاء كبيرة من الكويت حتى يصب في الخليج العربي.
فكما أنكم ترون بأعينكم هذه الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية لجزيرة العرب ولأكثر المناطق خلواً في العالم (صحراء الربع الخالي) ورأيتم ما تحويه من آثار لأنهار ومروج وبحيرات. وأن النبي صلى الله عليه وسلم عندما حدثكم عنها وقال لكم: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً). فإن هذه الظاهرة لم تكن معلومة أبداً من قبل، لم يكن أحد يتصور أن المنطقة الأكثر جفافاً في العالم كانت مروجاً وأنهاراً، بل الأعقد من ذلك أن هذه الصحراء ستعود كما كانت!! إذاً هذا الحديث يشهد على نبوة المصطفى عليه الصلاة والسلام في هذا العصر.
منقول من موسوعة الاعجاز العلمي في القرآن والسنه